حافة الذكريات/بقلم الكاتبة/أمينة موسى.

حافة الذكريات
      ***
دخلت بيتي.. ونور القمر يسبقني.. يزين الفضاء وعالمي.. خلعت ملابس عملي وارتديت أجمل لباس أحبه.. وأسرعت نحو غرفة المطالعة كعادتي، والسعادة تملأ روحي وأشعر بأن كل شيء في الكون يشاركني بهجتـي .. والقمر ينير من أجلي والنجوم تلمع، تبدي شهادتها لفرحتي .. وسلة الياسمين يتقاطر منها العطر في يدي.. وضعتها على منضدتي، فبدأت بتنسيقها مع الورد.. أسرني منظر المزهرية والفراش يتراقص فوقها..  وأخذت أكتب بأوراق زهورها.. حملني أريجها  إلى بستاننا والفصل ربيعي .. إلى البيت الذي نشأت فيه، و كل شيء فيه يسطع ذهبا.. يحاط اخضرارا.. والكلمات التي أكتبها محفورة على الجدران باللؤلؤ والمرجان.. وفنائه يشع نقاء.. وجلست على حافة البئر والناعورة تدور.. والطير يحلق وعلى الأغصان يغرد ويشقشق.. والماء يجري في السواقي عذبا رقراقا، ارتسم  وجهي في مرآته والسماء.. وصعقت برنـة منبه الهاتف.. وفتحت عيني وأفاجأ بأنني كنت أحلم.. وجلست على الفراش ألملم أحلامي  الجميلة.. لقد اشتقت لذلك المكان الذي تغير مع الزمان .. 
وكم هو رائع ذلك الحلم، تمنيت أن يكون واقعيا.. لكنني لا أعود إلى هناك حيث كنا مع أبوي وأجدادي ولمة الأحباب .. ولايعود ذلك الزمن أبدا. تساقطت أوراق فصوله ونزعت من يومياته.. 
 وقفت ـ فتحت أدراج خزانتي الصغيرة، أبحث كالمجنونة عن جامع قديم للصور .. كأنني أبحث عن كنز - نعم إنه الكنز الثمين الذي أملك ولا أجد مثله .. وجلست على حافة الفراش أقلب الصور وشريط الذكريات يقص حكايات.
بقلمي أمينة موسى
طنجة-المملكة المغربية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

مستقبل/بقلم الكاتبة /عايدة ناشد باسيلي.

بين مخالب اليأس/بقلم الشاعرة /حورية كداي قويدري.