عضة الصقيع/بقلم الكاتبة/هانم عطية الصيرفي.
عضة الصقيع لم يتركني الصقيع الليلة حيث كان الطقس باردا إلى حد تجمد أطرافي، وفي صمت الليل لا صوت إلا إيماء قطة خلف الباب لا يكفيها الوسادة المفروشة لها لكي تنام في الدفء، وتبدو أيضا جائعة لم تكن هي الجائعة فقط، لقد كنت أنا أيضا. نهضت من فراشي وأعددت لها طعاما وأدخلتها في داخل شقتي لعلها تحظى بالدفء، بينما تفرغت لإعداد طعام لي كنت أبحث عما يملأ الفراغ بداخلي، يجلب الدفء لروحي، ويزيل البرد الذي يحيط بها. اعتقدت في البداية أن الجوع هو لجسدي فقط، لكن اتضح لي أن الروح هي ما كانت بحاجة إلى ونس ومودة. تذكرت أن هذا الإحساس زارني مع بدايات شبابي، ولذا قررت السفر إلى بلدتي وطلب مساعدة أمي لاختيار شريكة تقاسمني الحياة لكن التجربة الأولى كانت خيبة. أحضرت لي أمي امرأة ثرثارة، لا تهتم إلا بإصلاح جواربي القديمة وإعداد شوربة العدس وطبخ اللحم في قارورة فخار حين تصعد أبخرتها تشعر بدفء البيت والحياة رغم ذلك مرت السنوات بيننا دون تفاهم، رعم الروائح المنبعثة من اللحم، قررت إنهاء تلك العلاقة إلى الأبد، بعدها، قررت أن أبحث عن شريكة أختارها بنفسي. وجدت امرأة...