الخطوةُ الأخيرة/ بقلم الشاعر/سيد حميد عطاالله الجزائري .
الخطوةُ الأخيرة بقلم : سيد حميد عطاالله الجزائري لم تكوني إلا نسمةً مرّت بخفّةٍ على صَدري، فصَفَقَت قلبي صفقةً واحدةً كافية؛ ليُزهِر منه بُرعمٌ خجول، بُرعمٌ لا يزال يبحث عن شمسٍ صغيرةٍ تتعلّم من ملامحك شكل الضوء. كنتُ أخفي ثمار حبّك تحت أكمام غرامي، أتدثّر بلحاء عشقي المتورّم بالعطش، كأنّ العشق شجرةٌ تشقّ صمت الأرض كي تقول: ها أنا حيّ لأجلها. أين عصا حبّك التي يخشاها سحرة القلوب؟ أين هي تلك الضربة التي يتصدّع عندها كلّ فرعونٍ غراميّ بجبروته؟ اضربي بها يا سيّدتي على قلبٍ أنهكته المنافي، فما عاد ينبض إلا كجنديٍّ ينتظر النداء الأخير. اضربي، لعلّ الحياة تعود إلى عروقي التالفة كما يعود المطر إلى جدولٍ نسي الطريق لكنه لم ينسَ الزبدَ الذي كان يعانق الصخور على جانبيه. وها أنا—بعيدًا عن كل الجهات—أعود متيمّمًا غروب الشمس، ألملم رماد الساعات، وأحاول رسم مشهدٍ يشبه آخر نظرةٍ رمقتِني بها. تلك النظرة التي وقفت على حافة روحي مثل غيمةٍ لا تستطيع أن تمطر ولا أن ترحل، غيمةٍ تظلّ معلّقة ؛ لأنّ شيئًا في الأعماق يتشبّث بها كأنه آخر معجزة. تلك النق...