مساء حزين/بقلم الكاتب/مصطفى الصبان.
--- مساء حزين ---
يتأمل السماء ، و يحاول برموشه أن يزيح سحب المساء حتى لا تحرمه رؤية جمال حمرة الغروب ، ثم يمتطي ظهر الصخرة ، و يسحب قدميه حتى لا تتبلل بلعب أمواج البحر ، و يستقيم في خشوع أولياء الحب ، و يغيب في شريط الأمس القريب ، و قبل أن يسافر نهار يتيم من حياته و يتبدد ، و تلفه حمرة المساء في أكفانها ، و تغيب به نحو عالم لا يعلم عن ألوانه شيئا ، يتمتم بكلمات ، و يخرج من جيب معطفه رسالة قديمة صفراء و يقبلها بحرارة ، ثم يختم النظرة بدمعة حزينة تمحو كل الحروف و الكلمات ، فيتحد الدمع بماء البحر ، و يسقط أروع ما في العمر ، و تفيض الروح ، و يلتصق الجسد الهامد بالصخرة الصماء .
تعليقات
إرسال تعليق