شيء من الأمس/بقلم الشاعر/مصطفى الصبان.
** شيء من الأمس **
لحظة من فضلك
أنا أمسك عزيزتي
لا تستغربي
أنا شيء منه و منك
و أنت من صنعي شقاوتي كنت
و من دلالي
من دموعي
و من أفراحي
و لبوحي فيك أطول قصيدة غزل
و معلقات
فاتت العشر
علقت بالنخل
أراها كلها حبا
بياضا
نورا بلون القمر
عكست ذات ليل على صفحة الماء
بالواحة
قرب الخيمة
و سعف النخيل كان من تحتنا
يمتص حراة النهار
و يحفر بجلودنا
قوافي من رحيق البوح
أحببتك قبل نفسي
و لم أحب شبيهك
لأنك كلي
و لأن العراف باح لي بالسر
أنك الربيع الأوحد
و أني ذبيحك يوم النحر
أنا من عانق فيك حقولا من الزهر
و ربيعا لا ينتهي
أنت إن نسيتني
فعانقي الموت و انسي وصالي
و لا تبادريني بعذر
و أطل نسيانك
لعلي
و هذا الغروب
أرتمي بأحضان ليل طويل
و أناشد فيه خيالك المسافر
إن عبر
و زار تلك الأماكن
يسلم لي على ظل تلك النخلة
حيث حفرنا على الجذع
حرفا من اسمي
و حرفا من اسمك
توسطا قلبا مشقوقا بسهم
لا تذكري الموت
لأنك لم تفارقي
لم ترحلي
لم تظلمي
و لكنك غصبت على الرحيل
سامحيني إن عاتبت فيك ذكرى الأمس
و قلت فيك المر
فأنا بعد الرحيل شربت العلقم
فما أجمل العتاب
بيني و بين المرآة
هكذا
و كل مساء
و كل ليلة
سأقول فيك كلاما لا يرضيك
حتى تنتفضي
حتى تعود الروح
و أشعر أنك نائمة بداخلي
لا تحت التراب
تعليقات
إرسال تعليق