حديث النفس/بقلم الكاتبة/هناء الشبراوي.

*في عمق الحياة بعد النجاة*  
*حديث النفس*  
✍️ *بقلم: أ. هناء الشبراوي – فلسطين*

حديث النفس هو ذلك الصوت الداخلي الذي ينبعث من أعماقنا، ولا يعلمه إلا الله.  
فهناك أحاديث لا نستطيع البوح بها إلا لله وحده، لأنه هو القادر على نصرنا، والاستجابة لدعواتنا.  
أما البوح بها للبشر، فهو مضيعة للوقت، وشفقة بلا جدوى، وضررٌ بلا نفع.

فمن منّا لم يتحدث مع نفسه؟  
غالبًا ما يكون هذا الحوار صامتًا، بعيونٍ محملقة، يتخللها هزّ الرأس أحيانًا، أو شرود إلى فتراتٍ زمنية سابقة، نسترجع فيها ذكريات حزينة أو سعيدة.  
وأحيانًا، يكون حديث النفس بصوتٍ عالٍ، وهذا ما يحدث غالبًا مع النساء أثناء تنظيف المنزل، حيث تدير الأم حوارًا كاملًا مع نفسها، وهي في قمة المتعة.

هذا ليس جنونًا كما يعتقد البعض، بل هو قمة *السلامة النفسية*.  
ويحدث أحيانًا قبل النوم، حين نسترجع ما مررنا به طوال اليوم، فتكون *النفس اللوّامة* حاضرة؛ نفسٌ طيبة لا تحب الشر، ولا تُؤذي الآخرين، فتسمو بذاتك، وتطهّر نفسك من الأحقاد والغلّ.

حديث النفس، حين يكون إيجابيًا، يُعزّز الثقة بالنفس، ويُقرّب الإنسان من ربّه، ويفتح له أبواب التأمل، ومراجعة الأحداث، لتعديل السلوك، أو التخلص من العادات السيئة، أو الابتعاد عن أشخاصٍ حاولوا إيذاءك 
فهو وسيلة لتحليل المواقف، وفهم أسباب الألم المتكرر، وبداية للإصلاح.
وإذا تم حديث النفس بطريقة صحيحة، بهدف *الإصلاح وتطوير الذات*، فسينتج عنه *شخصية متوازنة* تقود الإنسان إلى أن يصبح من أصحاب *النفس المطمئنة*، تلك النفس التي يحبها الله ويحبها الناس.

> *وأنتم... هل حاولتم أن تكونوا من أصحاب النفس المطمئنة؟*

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

مستقبل/بقلم الكاتبة /عايدة ناشد باسيلي.

بين مخالب اليأس/بقلم الشاعرة /حورية كداي قويدري.