كاد المعلم أن يكون رسولا/بقلم الكاتب/عبدالفتاح الطياري.
(كاد المعلم أن يكون رسولا) في صباحٍ مختلف عن كل صباح، دخل المعلم الفصل حاملاً سلةً صغيرة مليئةً بالحجارة الملوّنة. نظر إليه التلاميذ بدهشة، وهمس أحدهم: – هل سنلعب اليوم بدل الدرس؟ ابتسم المعلم وقال: – بل سنتعلّم بطريقة مختلفة. وزّع على كل تلميذ حجراً ملوّناً، ثم رسم على السبورة نهراً طويلاً وقال: كل حجر منكم هو فكرة، وكل نهر هو درس. لن نعبر النهر إلا إذا وضعنا أفكارنا في مكانها الصحيح. بدأ الأطفال يشاركون بحماس: واحد يشرح، وآخر يرسم، وثالث يؤلف جملةً عن الماء والحياة. لم يشعر أحد بالوقت، ولا أحد طلب الخروج من القسم. وفي نهاية الحصة، قال المعلم بهدوء: التعليم ليس أن أحشو عقولكم بالكلمات، بل أن أفتح لكم طريقاً للفكر. خرج التلاميذ بابتسامة، وهم يرددون: متى نلعب بالحجارة الملوّنة من جديد يا أستاذ؟ بقلمي عبدالفتاح الطياري -تونس